Friday, December 18, 2009

عام هجري جديد.. كل عام وأنتم بخير



الحمد لله "الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا"، وصلّى الله وسلم وبارك على محمد القائل :" كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل".



فإن في تعاقب الليل والنهار، وكرِّ السنين والشهور والأيام، وتقارب الزمان، والابتلاء بالنعم والمصائب العظام، لعبرة لأولي الألباب، وذكرى لأصحاب العقول الكبار، وفي التغافل عن ذلك حسرة وندامة، وشقاوة، وغباوة.


وبعد..
فإني أود أن أذكر نفسي أولاً وإخـواني وأخواتي ببعض اللمحات و بما ينبغي علينـا أن نستقبل به العام الهجري الجديد، لأن الذكرى تنفع المؤمنين، وتنبه الغافلين، وتعين الذاكرين، فأقول:




أولا: من أين لنا أمة الإسلام بهذا التقويم الهجري ؟


في سنة ست عشرة من الهجرة كان ذلك القرار الميمون بمرسوم عمري طاهر يحكي طهارة ذلك الجيل الذي رباه النبي فها هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يصدر أمراً أن يتعامل المسلمون بالتاريخ الهجري ويتركوا ما سواه من التاريخ، فغدا التاريخ الهجري هو التاريخ المقدم عند المسلمين، يردون إليه ويصدرون عنه.


ثانيا: وقفات و لمحات :


كم هو مؤلم أن لا يتجاوز نظر المسلم موضع قدميه، فهذه هي جماعات المسلمين أفراداً وزرافات يحتفلون بميلاد عام هجري جديد، وهم إذ يحتفلون بذلك نسوا بأمر من أخذوا في احتفالهم هذا؟ هل كان ذلك بأمر من الله تعالى في كتابه العزيز؟ أم بأمر رسوله ؟ أم هم مقتدون بصحابة النبي ؟! إنه لمن الخطأ الواضح أن يقدم المسلمون على فعل ليس له أصل من كتاب ولا سنة وهذا النبي يأمره الله تعالى أن لا يتجاوز وحيه "اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ" [الأنعام:106]، وقد أمر النبي أمته بالإتباع ونهاها عن الأحداث وأن من أحدث حدثاً في الدين فهو الدين فهو مردود عليه { من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد } [رواه البخاري].






هل تذكرنا نعمة الإسلام؟ والتي فاقت كل نعمة وما أعظمه من ميلاد يوم أن بعث الله نبيه بدين الإسلام فأخرج العباد من الظلام إلى النور ومن الضلال إلى الهدى، قال الإمام ابن رجب: ( رحم الله عباده بإرسال محمد فأنقذهم من الضلال كما قال تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ" [النبياء:107] ولهذا قال الله تعالى: "ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ "[الجمعة:4] فمن حصل له نصيب من دين الإسلام فقد حصل له الفضل العظيم وقد عظمت عليه نعمة الله فما أحوجه إلى القيام بشكر هذه النعمة وسؤاله دوامها والثبات عليها إلى الممات والموت عليها فبذلك تتم النعمة .


كم يمر العام الهجري على المسلمين وأكثرهم لا يتذكر هذه النعمة الجليلة، ولا يلتفت إليها إلا إذا مرَّ عليه رأس العام الهجري الجديد، فلا يتذكر ذلك إلا تذكر الغافلين، فما أعظمها من مصيبة.




وأنت تتذكر العام الهجري الجديد هل خطر ببالك ذلك المصاب العظيم والذي زلزل المدينة الطاهرة يوم حدوثه؟ وهو موت النبي كم وكم من المسلمين لا ينتبهون لذلك، وهو الحدث الذي آذن بأول شرط من أشراط الساعة، نعم لقد ترك النبي لنا كتاب الله تعالى وسنته الطاهرة ولكن فقده له وقعه الخاص على النفوس، هذا أبو الجوزاء يقول: ( كان الرجل من أهل المدينة إذا أصابته مصيبة جاء أخوه فصافحه ويقول: يا عبد الله ثق بالله فإن رسول الله أسوة حسنة.


اصبر لكل مصيبة وتجلد *** وأعلم بأنًّ المرء غيرُ مخلَّد

واصبر كما صبَر الكرامُ فإنها *** نُوبٌ تَنُوبُ اليومَ تُكشفُ في غد

وإذا أتتك مصيبة تشجى بها *** فاذكر مصابكَ بالنبي محمد

أحبتي في الله : كم تمر على المسلم الأعوام والحال هي هي!! لا يتغير ولا يتبدل عماهو فيه من غفلة وقسوة في القلب ومعاص بلغت عنان السماء، أوامر الرحمن معطلة وأوامر الشيطان تنفذ انشغل الناس بالمعاصي، فإذا كان العام الهجري الجديد، قالوا: هذا هو العام الجديد، ولكن


أين الجديد من أفعالك؟ أين الجديد من أقوالك؟ ألا يوجد قلب يفكر فيما مضى من العمر وانصرم من الساعات؟!! قال الإمام ابن رجب: ( العجب ممن عرف ربه ثم عصاه وعرف الشيطان ثم أطاعه: "أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بدلا" . لما أهبط آدم إلى الأرض وُعد العود إلى الجنة هو ومن آمن من ذريته واتبع الرسل "يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ".. المؤمنون في دار الدنيا في سفر جهاد يجاهدون فيه النفوس والهوى، فإذا انقضى سفر الجهاد عادوا إلى وطنهم الأول الذي كانوا فيه في صلب أبيهم تكفل الله للمجاهد في سبيله أن يرده إلى وطنه بما نال من أجر أو غنيمة


أحبتي في الله: ها هي الأرض تعج بالمعاصي والذنوب وتجأر إلى الله من ذلك، وقد غاب عن القلوب الرقيب والمذكر، فكانت المصائب والويلات التي تجرع المسلم مرارتها، زلازل و فيضانات ومجاعات وحروب وكسوف بين الحين والآخر وأمراض وأوبئة لم تكن تعرفها الأمم قبلنا فلا أحد يرعوي ولا مقلع عن الهوى "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" [الروم:41]. قال مجاهد: ( أما والله ما هو بحركم هذا ولكن كل قرية على ماء جار فهو بحر.



أما آن لك أن تدرك وأنت تدخل عاماً هجرياً جديداً، أن المعاصي والذنوب سبب من أسباب الذل والمهانة، وكم تأتي المعاصي بتسلط العداء والذل والصغار.


فقد كان من عامة دعاء إبراهيم بن أدهم: ( اللهم انقلني من ذل المعصية إلى عز الطاعة ) ومن دعاء الإمام أحمد بن حنبل:( اللهم أعزني بطاعتك ولا تذلني بمعصيتك ).

هذه فرصة جديدة لك إن قُدر لك أن تحيا هذا العام الجديد، فليكن لك من نفسك رقيباً، فإن الله تعالى محص عليك أعمالك إن كانت خيراً أو شراً، قال : { إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه يُرفع إليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه} [رواه مسلم].

هل فكرت في أن لا يرفع لك إلا عمل صالح؟
 فإن ساعات العمر محسوبة وكل يوم يمضي من حياتك ينقص به يوم من عمرك يكتب لك فيه ما قلته من قول أو فعلته من فعل "مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" [ق:18]، قال ابن عباس رضي الله عنهما: ( يكتب كل ما تكلم به من خير وشر حتى إنه ليكتب قوله: أكلتُ وشربتُ وذهبتُ وجئتُ ورأيتُ حتى إذا كان يوم الخميس عرض قوله وعمله فأقر منه ما كان فيه من خير وشر وأُلقي سائره فذلك قوله تعالى:" يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ" [الرعد:39] ).

كم كان الصالحون يحرصون على إحصاء ساعات الليل والنهار وكم كانوا يشفقون أن ترفع لهم أعمال سيئة، فوا حسرة أهل الدنيا عندما فاتتهم هذه اللذة، لقد كان إبراهيم النخعي يبكي إلى امرأته يوم الخميس وتبكي إليه ويقول: ( اليوم تعرض أعمالنا على الله عز وجل ) وكان الضحاك يبكي آخر النهار ويقول: ( لا أدري ما رُفع من عملي، يا من عمله معروض على من يعلم السر وأخفى لا تبهرج فإن الناقد بصير


قال الإمام ابن القيم: ( إضاعة الوقت أشد من الموت لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها ). وقال أيضاً رحمه الله: ( أعظم الربح في الدنيا أن تشغل نفسك كل وقت بما هو أولى بها وأنفع لها في معادها .

هل فكرت يوماً وأنت تحاسب نفسك كم صعد لك من الأعمال الصالحة؟ من صلاة وصيام وصدقة وقراءه للقرآن وذكر لله تعالى، إنها الأيام تمر وانه العمر ينقضي قال صلى الله عليه وسلم : { لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه؟ وعن عمله فيم فعل؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه }[رواه الترمذي].

هو عمرك فلا تقضه إلا في الطاعات حتى يأتيك الموت قال الحسن البصري رحمه الله: ( إن الله لم يجعل لعمل المؤمن أجلاً دون الموت ثم قرأ: "وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ" [الحجر:99] ).

كم مضى عليك من السنين؟ كم عمرت من العمر؟ عن أبي هريرة عن النبي قال: { اعذر الله إلى امرىء أخر أجله حتى بلغ ستين سنة }[رواه البخاري]. وعن وهيب بن الورد قال: ( إن لله ملكاً ينادي في السماء كل يوم وليلة أبناء الخمسين زرع دنا حصاده أبناء الستين هلموا إلى الحساب أبناء السبعين ماذا قدمتم؟ وماذا أخرتم؟ أبناء الثمانين لا عذر ).

أحبتي

كم من العمر يمضي في غير طاعة الله؟! كم من الساعات تنقضي في اللهو والعبث؟! فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : { نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ }[رواه البخاري].


قال الإمام ابن الجوزي: قد يكون الإنسان صحيحاً ولا يكون متفرغاً لشغله بالمعاش، وقد يكون مستغنياً ولا يكون صحيحاً، فإذا اجتمعا فغلب عليه الكسل عن الطاعة فهو المغبون، وتمام ذلك أن الدنيا مزرعة الآخرة وفيها التجارة التي يظهر ربحها في الآخرة فمن استعمل فراغه وصحته في طاعة الله فهو المغبوط ومن استعملها في معصية الله فهو المغبون لأن الفراغ يعقبه الشغل والصحة يعقبها السقم ولو لم يكن إلا الهرم كما قيل:

يسر الفتى طول السلامة والبقا *** فكيف ترى طول السلامة يَفعَلُ

يُرَدُّ الفتى بعد اعتدال وصحة *** ينوء إذا رام القيام ويحمل


وقال الطيبي: ( ضرب النبي للمكلف مثلاً بالتاجر الذي له رأس مال فهو يبتغي الربح مع سلامة رأس المال فطريقه في ذلك أن يتحرى فيمن يعامله ويلزم الصدق و الحذق لئلا يغبن فالصحة والمال رأس المال وينبغي له أن يعامل الله بالإيمان ومجاهدة النفس وعدو الدين ليربح خيري الدنيا والآخرة، وقريب منه قول الله تعالى:" هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ "...الآيات [الصف:10]، وعليه أن يجتنب مطاوعة النفس ومعاملة الشيطان لئلا يضيع رأس ماله مع الربح ).

 


تمر عليك الأشهر سريعة وكل يوم فيها يطلبك بحظه من الطاعة، فإن المسلم لا تمضي عليه ساعة من ساعات عمره إلا وهي مشغولة بطاعة مولاه تعالى، حتى أنه ليمر عليه الصيف فيذكر حال من لا ظل له أو مسكن يؤويه من حر الشمس ولفحها أو من زمهرير الشتاء وقبل هذا كله يذكره الصيف بشدة نار جهنم ويذكره الشتاء بزمهريرها، قال الإمام ابن رجب: ( من فضائل الشتاء أنه يذكر بزمهرير جهنم ويوجب الاستعاذة منها ).

تلك هي حال المؤمنين الصادقين لا تمر عليهم أيام السنة، إلا وهم قد استزادوا من الصالحات وعمروا أوقاتهم بالطاعات وإذا أردت أن تعرف أحوال الصالحين فتعال معي: قدم مسافر فيما مضى على أهله فسروا به وهناك امرأة من الصالحات فبكت وقالت: أذكرني هذا بقدومه القدوم على الله عز وجل فمن مسرور ومثبور!!

لقد انصرمت السنين وذهبت الشهور والأيام والكثيرون في غيهم وضلالهم، عجل بالرجوع إلى الله فهو نعم المرجع "أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ "[الحديد:16].

الإنابة الإنابة.. التوبة التوبة قبل حلول الأجل وقطع الأمل قال صلى الله عليه وسلم : { إن الله عز وجل يقبل توبة العبد مالم يغرغر }[رواه أحمد والترمذي وابن حبان]، وعن طائفة من السلف منهم عمر بن عبد العزيز في قوله تعالى:" وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ" [سبأ:54]، قالوا: ( طلبوا التوبة حين حيل بينهم وبينها ).

ألسنا نرى شهوات النفوس *** تفنى وتبقى علينا الذنوبُ

يخاف على نفسه من يتوبُ *** فكيف يكن حال من لا يتوبُ


قال الفضيل بن عياض رحمه الله لرجل: ( كم أتى عليك؟ قال ستون سنة قال له: أنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك؟! يوشك أن تبلغ فقال الرجل: إنا لله وأنا إليه راجعون فقال الفضيل: من علم أنه لله عبد وأنه إيه راجع فليعلم أنه موقوف وإنه مسئول فليعد للمسألة جواباً فقال له الرجل: فما الحيلة؟ قال: يسيرة قال: وماهي؟ قال تحسن فيما بقي فيغفر لك ما مضى فإنك إن أسأت فيما بقي أخذت بما مضى وما بقي ). وقال الحسن البصري: ( اتق الله يا ابن آدم لا يجتمع عليك خصلتان سكرة الموت وحسرة الفوت ).


تذكر بانقضاء السنين انقضاء الأعمار و بزوال الليل والنهار الدنو من دار القرار و بالحر والبرد جنان ربك والنار.

قد هيأوك لأمر لو فطنت له *** فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل


وأخذ الله بقلبي وقلوبكم إلى سبل المراضي وآمنني و إياكم يوم ينادي المنادي.

Thursday, December 17, 2009

طريق العودة





العودة إلى ماذا ؟



العودة إلى القرب من الخالق سبحانه وتعالى ، و الإلتزام بطاعته وسنة حبيبنا وحبيبه محمد " صلى الله عليه وسلم "


العودة إلى كتاب الله قراءة وحفظاً


العودة إلى وضوح الهدف والسعي لتحقيقه


العودة إلى تغذية القلب والروح بما يعود عليهما بالخير والنفع والرقي


العودة إلى البحث عن الإرتقاء في الدين والأخلاق والسلوكيات


العودة إلى تجديد الحياة

العودة إلى استثمار الأوقات

العودة إلى التطلع لمستقبل أفضل



العودة إلى إدارك أننا الجيل الذي لابد أن أن يحمل على عاتقه هم الدين والدعوة إلى الله ، وتحرير الأقصى ، وإعادة الأندلس ( الفردوس المفقود ) فإن لم يكن بإيدينا فبإيدي الجيل الذي يجب علينا تربيته وإعداده ليحمل راية الإسلام .

هذا هو ما عزمت على العودة إليه


وأستعين بالله على كل أمر ، وأسأله سبحانه الثبات والهدى والتقى والعفاف والغنى .
 

Sunday, December 13, 2009

طريق ضياع الأوقات


لن أتكلم عن هذا الطريق كثيراً لأنه حتى الكلام عنه مضيعة للوقت

وآن الأوان لكي أسير في طريق صعب ولكنه الأفضل ( طريق العودة )


العودة إلى ماذا ؟

هذا ما سيكون في البوست القادم
ان شاء الله

طريق خداع النفس



ليس كل طريق مفروش بالورود تفوز منه بعطراً جميلاً ، أنسيت أن تحت كل وردة أشواكاً ؟؟؟

حدت عن طريقي ودخلت طريقاً آخر ( طريق خداع النفس ) ، ظننت أني بالتزامي وثقافتي الدينية العالية التي مدحني بها الكثيرون أني سوف أفتح لنفسي مجالاً على الشبكة العنكبوتية وفيما يسمى بالمنتديات الإسلامية ( بعضها وليست كلها ) ، في البداية لم أرى أية سلبيات وبالتدريج وجدت نفسي غير راضية عن الكثير من الأمور التي بدأت تظهر بشكل واضح من إختلاط وابتعاد عن الهدف الأساسي " الدعوة إلى الله " ولكني للأسف ( عملت نفسي مش واخدة بالي) ، قلت في نفسي ما عليّ إلا أن أنصح وسينصلح الحال ويتغير بإذن الله ومن هنا بدأ خداع النفس

واستمر هذا الخداع عدة شهور ولكن الحمد لله تداركت الأمر بعد سماعي لنصح الكثيرين من أسرتي وصديقاتي ، ولا أنسى فضلهم عليا وأكثر من وجه إلى النصيحة أخي البشمهندس هشام أحلى أخ في الدنيا تعب معي كثيرا جداااا وجهني ومنعني وأرشدني فنعم الأخ هو

وأخي البشمهندس ياسر لم يبخل عليا بالنصيحة في أول الأمر شجعني على العمل الدعوي ولكن عندما علم بالسلبيات نصحني بالابتعاد .

وأيضا كانت هناك أخت تعرفت عليها من خلال المنتدى اسمها ( حفيدة الحميراء ) كانت أصغر مني سناً ولكنها كانت أحياناً أعقل مني وكنا نتناصح في الله كثيراً


استيقظت من غفلتي ولكن بعدما أوشكت أن أتم العام في هذا الوهم ، ولإن يقظتي كانت مترددة وبدلاً من أن أشغل نفسي في شئ مفيد للأسف دخلت طريقا ثالث

Friday, December 11, 2009

الطريق الحائر


سأبدأ الطريق من أوله وذلك عندما كنت في الخامسة عشر من عمري ، كنت فتاة حائرة لاأدري إلى أين أذهب ، وكيف أفكر لم يكن لي أي أهداف تذكر


انتقلت إلى مرحلة التعليم الثانوي بدأت أفكر بعمق أكثر ، كل ما علمته عن نفسي هو أنني فتاة محبوبة متميزة ملتزمة دينياً إلى حد ما ، بحثت عن تميز أكثر فارتديت الحجاب الشرعي عن حب واقتناع وبالفعل أصبحت أكثر إيجابية وازداد حب من حولي لي رغم ما واجهته في بادئ الأمر من انتقادات وعلامات تعجب تبدو على وجه من أتعامل معهم ولكن كانت هذه هي أول خطوة أخطوها لأبتعد عن الطريق الحائر



في فترة امتحانات الثانوية شاهدت حلقات من برنامج (صناع الحياة ) للأستاذ عمرو خالد منها حلقة عن الوقت وكيفية استثماره وتنظيمه ، وأخرى بعنوان "حدد هدفك " دونت أهم النقاط ونويت أن أسعى لتنفيذ ما سمعته ، بحثت عن الصحبة الصالحة التي تعينني على السير نحو الهدف والتي لا غني لأي إنسان عنها حاولت إقناعهم بالسير معي ولكن دون جدوى
فقررت أن أسير بمفردي ، حددت أهدافي وسعيت لتحقيقها ، وبفضل من الله حققت أول هدف وكان بتقدير من الله عزوجل لأنني عندما كتبت هذا الهدف كان مجرد حلم بعيد المنال ولكنه تحقق ودخلت كلية ( الصحافة والإعلام )  ثم بدأت في تحقيق باقي أهدافي       ( أصلي لاقيت الموضوع ماشي زي الفل ومية مية)

وفجاة وبلا مقدمات ( شكلي حسدت نفسي ) حدت عن الطريق ودخلت طريقاً آخر ألا وهو طريق ,,,,,,,


في البوست الجاي بقا


ان شاء الله






Saturday, November 7, 2009

مفترق طرق



حائرة كالباحث عن شئ مجهول
لايدري ما هو الشئ وليس معه دليل

أرى كل من حولي يشجعونني على ماذا ؟ لا أدري
وددت لو أسأل سؤالاً ... هل هذا هو الطريق؟؟
.ووددت أكثر أن أجد إجابة


!!ولأول مرة عرفت طريقي

لبست حجابي الشرعي وبدأت السير
شعرت بالعزة والفخر
حددت لنفسي أهدافاً
وسعيت لتحقيق الهدف

ولكن هل تتركني نفسي؟
كيف ... وهي أمارة بالسوء
دخلت عالماً جديداً
ملئ بالخير والشر
رأيت الخير فأحببته
ورأيت الشر فغضضت عنه الطرف

خدعتني نفسي ....آه منك يا نفسي
أفقت من غفلتي .. يا ويلي ضاع من عمري شهور
ولكن ..كيف لي أن أحقق اليقظة الكاملة دون خطة شاملة
....لم أضع خطة .. ولم أحقق يقظة


وانسحب بساط الوقت من تحت قدمي

والآن..... أنا أجري وراءه لأقف بأقدام ثابتة على كل دقيقة تمر علىِّ

والله المستعان

*************************
هذه هي المقدمة للبوست القادم ، وتحملوني لأنني سوف أحكي لكم عن نفسي قليلاً ، ولأن هذه هي مدونتي الأولى فلن أبدؤها إلا بهذه السلسلة من الموضوعات لأنني سوف أكتب عن أهم نقاط التغيير في حياتي.
دمتم بود

Wednesday, November 4, 2009

أوراق متناثرهـ

اعجبتني هذه الورقات وجدت بها ما أخاطب به نفسي فنقلتها كي تكون بداية لمدونتي


تناثر أوراق على قارعة الطريق
........الورقة الأولى
فعل ماضي مبني على الأسى المقدر

لست أدري ما الذي يحملني على ذكر الماضي

ونبش عظامه النخرة وأنا أعلم أن الماضي ذهب

ولم يبق في يدي إلا هذه الذكريات

التي طالما حاولت أن ألقي بها

في الزاوية المظلمة من نفسي لتنام فيها إلى الأبد

فكانت تستفيق كلما أردت نسيانها فتظلم صفحة الحياة في عيني

أحلامي التي بنيتها بقطع من قلبي

وأنقاض أيامي وسقيتها بدمع عيني

قد انهارت دفعة واحدة

فلماذا أعود إلى الماضي الذي ماتت أيامه ؟؟


.......الورقة الثانية
أحلام ممنوعة من الصرف

هي أضغاث أحلام بقايا ماضٍ تولى

هياكل الأشجار العارية في حدائق الأمس

وردة أخطأتها رياح الشتاء العاتية

فتوارت خلف صخرة خوفاً من البرد

هي جراحات في خفايا الروح لم ولن تلتئم

ذكريات يغلفها الجنون في آخر منطقة من العقل

حيث يلتقي الإنسان بنفسه

الوهم يدفعني للبحث بجدية أكبر في دهاليز القلب

عن طريقة حياة أخرى قد تحمي الوردة من البرد القارص.

.........الورقة الثالثة

حذف حرف العلة
مظلوم هو الألف

وكذلك الواو والياء

ألصقنا العلة بهم بهتانا ونتناسى العلل التي تخفيها صدورنا

أوهام تعسكر في ساحات العقل

وشك يتراقص على أنغام نبض القلب

ونتيجة مثبتة بعدم جدوى الفهم

من نظرات عيون شاردة تجاه السراب بلهفة أن يكون ماءا

حتى إذا جاءه لم يجده شيئا

إلى استعطاف الوقت بأن يعود نصف نهار

عندما قلت في آخر الكلام

(العلامة ( حذف حرف العلة

وأعلنت ذاتي التمرد وتشبثت بعلة أخرى......أنا .

.......الورقة الرابعة

تمرد
بعض اللحظات تمر سريعة وأخرى بطيئة

إلا تلك اللحظة .... لا أجد لها تصنيفاً
أظنها كانت خارج حدود الزمن

أحاول أن أجد إجابات مقنعة لأسئلة تافهة تطاردني منذ زمن

لكن الذي يرهقني هو محاولة إيجاد مساحة خالية من الضوء لأفكار شيطانية تتسكع في طرقات عقلي

يبلغ الصراع أشده إذا تمردت هذه الأفكار وحاولت الهروب إلى أرض الواقع في غفلة مني

لتفرض إيقاعها على سيناريو الحياة اليومية
كل فكرة بحد ذاتها مشهد سينمائي مثير

تحكي قصة مأساة لم تبدأ بعد .

........الورقة الخامسة
مسحت دمعتي
السماء تبكي
بدأت تمطر
دون سابق إنذار
فالشمس في كبد السماء
منذ زمن لم أشاهد قوس قزح أمنية من فاتها سحر الألوان في الصغر
زخات المطر لها مآرب أخرى
من إيقاع القطرات الصغيرة
تعزف ذاتي لحن الوداع
أخجل من نفسي
وأنا أنظر إلى المطر من خلف النافذة
ماذا سأقول له ؟
الحقيقة أن نفسي بلغت أقصى درجات السعادة عندما سمعت السماء تمطر

حتى لا أخرج من عزلتي
ليت المطر يستمر طول السنة أحتاج أن أتوارى فربما أكون قادرة على شراء مظلة وتعليقها على الجدار
بدلاً من الساعة المتوقفة .

نصف ورقة...
في الأعماق.... أصوات الحنين
وعلى جبين الدهر مات الحب منا ...كالجنين
قد يسألونك ..كيف مات الحب ؟
" قال لي جاء في زمن حزين "

قصاصة ورقة....

أسعدتِ الكثير وأنتِ تشقين
وأضحكتِ الأنام وأنتِ تبكين



مازال لدي الكثير من الأوراق
سأعطرها بقرائتكم في البوستات القادمة
وإلى لقاء..... بإذن الله